الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

تبا للمستضعفات في الأرض


غالبا ما يثير المظلومين تقززي..

وبكلمة المظلومين فأنا أعني أولئك الذين يسارع الناس كافة لمساعدتهم والدفاع عنهم رغم عدم اقدام أحد منهم على مساعدة نفسه. مثلا تلك التي يصفعها زوجها على وجهه ولا تتكلم رغم كونها عزيزة عند أهلها، أو تلك صاحبة الصوت الخفيض التي تخجل من محاجة الدكتورة فتقبل بأخذ صفر في المادة بصمت.

أو سؤال أساله للفتاة المظلومة: لماذا لا تفعلين شيئا بخصوص مشكلتك؟

إن لم أجد جوابها مقنعا – وهذا كثير – فإنني أدير ظهري لها ساحبة الجوال من حقيبتي لأتصفح تويتر. فهذه الفتاة لا تولي نفسها اهتماما لأنها تظن بانها لا تستحق الأفضل، فلماذا أضيع وقتي عليها؟

وعندما غلبتني مشاعري لمحاورة إحدى المظلومات محاولة اقناعها بالتصرف الصحيح كالاتصال بالشرطة أو مراسلة عميدة الكلية، الوقوف في وجه قريبتها وطلب كف لسانها عنها.. أفاجأ في الغالب برضى الفتاة المظلومة عما يقع عليها وعدم رغبتها في فعل شيء أو تطلب مني التصرف بدلا عنها.

ربما أشفق على هذه النوعية من الفتيات الخانعات، لكنني لن اشترك في حملة حماية حقوقهن، بل سأدفع المال لإقامة ندوة تثقيفية وزمرة من الأطباء النفسيين ليساعدوا في نمو بذرة الثقة في صدور الفتيات عند ذلك ستخطوا كل منهن على الطريق الصحيح في المطالبة بحقوقهن بدلا من التفرج بأسى على حال المناضلات.
x

الخميس، 11 سبتمبر 2014

حب، خوف، كعك


عندما أقرأ عن الحب والجنون الذي يصاحبه، تلك المشاعر التي يصيغها الرواة بين العشيقين والنظرات الحارة تصاحبها خفقات القلب الغيور.
.
.
عندما أشاهد الدراما الرومنسية التي تحكي عن غريبين التقيا صدفة فاشتعلت شرارة بينهما.

أول لمسة.. أول حضن..

لاحظت بأن ابتسامتي ودموعي يرافقان المرحلة الأولى للحب، مرحلة الصمت وكتم المشاعر وقليل من شجار المحبين، لكن عندما يفصح أحدهما للآخر بحقيقة شعوره فإن إثارتي تخبو فأركن الكتاب في الرف أو أغلق اللابتوب وأذهب لتفقد مكونات الثلاجة.
فاقي الحكاية معروف، 3 مواعيد رائعة ثم تحدث مشكلة ما يتفرقان بسببها ليعودا لبعضهما مجددا إن كانت القصة أجنبية، وإن كانت عربية ففي الغالب سيعيش كل منهما على ذكريات هذا الحب منفصلين.

أحببت " أحدهم " يوما، واحتفظت بمشاعري لنفسي.. أتبسم عند رؤيته، يخفق قلبي عند ذكر اسمه، يتلون وجهي إن امتدحته فتاة أخرى، كنت سعيدة بهذه التجربة التي بعثت في جسدي حرارة دافئة. تساءلت صديقتي عن السبب الذي يمنعني من إخباره بشعوري نحوه ولم تقتنع بأسبابي إطلاقا.. ربما لأنها تعيش تجربة الحب من كلا الطرفين حاليا وترغب أن أعيش التجربة كاملة مثلها بدلا من الاكتفاء بالحب من طرف واحد.

أعرف بأني إذا تعرضت للرفض فسيتسبب بذلك بجرح دامي في قلبي، فتضعف الخفقات مع الوقت ليعود نبضه طبيعيا مع الأيام وتتلاشى الحرارة فأبدأ رحلة البحث عن " أحدهم " آخر لأعيش أحلام اليقظة الوردية. أما إذا كانت مشاعرنا متبادلة فسأسعد لحظتها لكنني سأظل قلقة من شخصية " أحدهم " الجديدة، فقد أحببته ذكيا لطيفا مرحا ولا أدري ماذا سيتغير إن بدأ قلبه ينبض ناحيتي، ربما كان غيورا شاعريا حالما بشكل ممل عند ذلك سأنفصل عنه وأتركه محطما يدعو علي صباح مساء. وفي كلتا الحالتين سأنسى لذة الانتظار والغيرة، وتلك الحكايات التي نسجتها أثناء ضحكاته العالية، لتصبح فجوات خاوية في عقلي يصعب ملئها بشيء ويؤلمني محاولة تذكر ما كان فيها.

وبالطبع قد تجري الرياح بما تشاء سفينتي فأكتب عن القصة التي جمعتنا وأنا أضحك متذكرة تلك الأوقات التي اختبأت فيها في الرواق أنتظر قدومه. فتشتريها فتاة مراهقة متلهفة لقراءتها بعد منتصف الليل تحت الفراش لتتخيل " أحدهم " الخاص بي هو " أحدهم " الخاص بها.

البعض يجازف من أجل دراسته أو وظيفته والبعض من أجل الحب، ربما يكون تصرفي جبانا لكنني أفضل مشاهدة مجازفات الآخرين تحت غطاء سريري بأمان وبيدي بقايا الكعك المسروقة من الثلاجة.

الاثنين، 8 سبتمبر 2014

شادو ديور أم تحفة تركية ؟


إذا أعطيت فتاتين 1000 ريال وطلبت منهما انفاقها خلال ساعتين فعادت الأولى بصحبة بنطالي جينز وخمس تيشيرتات مع حفنة من الأساور و6 كتب، وعادت الثانية بقميص ماركة وحذاء ذي كعب عالي ماركة أيضا. هل يمكننا أن نصف إحدى الفتاتين بالفقر وفقا لما سترتديه في الجامعة غدا؟

أذكر نظرات إحدى الفتيات لكل فتاة ترتدي تيشيرت فضفاض على التنورة السوداء أيام الجامعة بدلا من القمصان الماركة مثلها والتي داومت على ارتدائها بشكل متكرر طوال الـ 5 سنوات حتى بهت لونها. وأخرى تحب حشر قدمها في كعب ضيق بدلا من الأحذية الرياضية المريحة، لأن لمعان الجلد يوضح قيمته عكس الأحذية الأخرى التي يسهل تقليدها.
بعد استلام أول راتب لي نصحتني إحداهن بالمسارعة لشراء شنطة ماركة تطيّر نص الراتب ومحفظة بسعر يطيّر ما تبقى لأبدو بمظهر الموظفة لمن حولي. كما على أن أصطحب حقيبة مكياج معي يوميا وأكرم من حولي بمسكرة من شانيل، وشادو من ديور.
ومع الأسف سمعت إحدى الفتيات الصغيرات تهمس لصديقتها بأن فلانة فقيرة فهي لا تشتري ملابس من برا !

لكن إذا عملنا مقارنة بين ممتلكات الغنية والفقيرة لوجدنا الأسعار واحدة، فمن تشتري قمصان فاخرة تنافسها تلك التي ترتدي حذاء رياضيا عاديا وتضع عطرا ماركة، وتلك التي ترتدي كعبا لا تمتلك مجموعة الكتب التي تحتفظ بها صاحبة المكياج العادي.

وهكذا إذا وسعنا النظر فلا يقع على الملابس فقط وإنما يشمل أجهزة الجوال والإلكترونيات في المكتب مع الكتب القيمة والبرامج الأصلية والعطور ومجموعة التحف الأثرية، لفهمنا بأن وجود المال لا يعني صرفه على الملابس فقط بل لكل منا شغف اقتناء مختلف يحب إنفاق المال عليه.


الاثنين، 9 يونيو 2014

الإهتمام المصطنع


* ربما ستكون هذه كتابتي الأولى المرتبطة بعنوان مدونتي.. فضفضة
فضفضتي هنا عاطفية، ربما بسبب الهرمونات أو لكوني فتاة .. لكنني جدا حزينة

في البداية ظننته حقيقيا، فالحديث معي كل يوم وسؤالي عن أحوالي وأخبار أسرتي، والاهتمام بهواياتي التي أحبها هو أمر رائع. ظننتها صداقة جميلة قد تستمر بيننا لعدة سنوات، لكنني صدمت بكونه اهتماما مصطنعا !
طلباتها البسيطة كنت أنفذها عن صدر رحب لكونها صديقتي، لكن الطلبات بدأت تزداد وبات الأمر وكأنه واجب علي تنفيذه أو الإتيان بمبرر معقول يمنعني عن مساعدتها، وإلا ضربت البوز الطويل وامتنعت عن الكلام معي طوال اليوم.

المؤسف في الأمر هو كوني لا أطرأ على البال إلا عند حدوث المشاكل لها فتهرع إلي لمساعدتها، أو عند المصائب فأنا بوصفها مستمعة ممتازة.. لكن في أوقات السعادة فإن اسمي مهمشا، وحضوري غائب. لا أدعى لمناسبات الزواج، أو العشاء الشهري الذي يجمع صديقاتنا. وما يحزنني هو دعوتهن أمامي لحضور حفلاتها من دوني، ولكنها لا زالت تسألني عما تحضره من وجبات لإكرام صديقاتنا !

لا أمانع صداقات المصلحة المشتركة فلدي العديد منها، حيث نتبادل الحديث الودي داخل المدرسة أو الجامعة بل حتى الشركة فنسأل عن أحوال بعضنا دون تعمق ونقدم الخدمات بصدر رحب. وعند مغادرة المكان يتوقف الحديث فيما بيننا لتعود كل منا لعالمها من دون أحقاد أو ضغينة. لكن ما تجاوز ذلك فهو صداقة.
وحدها الصديقة التي تستمع لمشاكلك العائلية وتستشيرينها في أمورك الخاصة وتتبادلين معها الصور. فكما أشركتها معك في أحزانك فمن المفترض عليك أن تشركيها في أوقات سعادتك فعليا وليس مجرد صور عن العشاء الجماعي من باقي الصديقات، وزيارة منزلية من دونك ثم تطلب منك عمل لايكات في إنستجرامك .

هذا هو الجحود، وصدقيني بأن الطرف الآخر يشعر بالحزن الذي سيتحول لكراهية جراء استغلالك .

الأربعاء، 21 مايو 2014

أنا و كارنيجي

Image result for dale carnegie
     عندما كنت في الصف الثاث الإبتدائي إعتاد أبي على إيصالي للمدرسة صباحا ثم أعود ظهرا مع الباص الكبير، لكن عندما يضطر أبي للسفر يومين أو ثلاث يطلب من السائق " أبو إسماعيل " أن يصطحبني بالباص صباحا ولم يكن يمانع ذلك. حتى أتى ذلك اليوم الذي نشبت فيه مشاجرة في الباص وعندما حاولت زوجته " أم إسماعيل " تهدئة الوضع رفعت صوتي عليها، بعد ذلك بأسبوع سأل أبي السائق اصطحابي صباحا فرفض الأخير بحجة قوانين المدرسة وأنه على أبي الذهاب للتحدث مع مسؤول الباصات عن هذا الموضوع. وبالفعل هاتف أبي المسؤول وطلب منه الموافقة لكي يصطحبني السائق معه.. وبالطبع لم يمانع. عند ذلك سأل أبي " أبو إسماعيل " عن سبب امتناعه هذه المرة فأجاب: لقد تشاجرت ابنتك مع زوجتي. اعتذر منه أبي بشدة وطلب مني الإعتذار منها بصوت عالي في في الغد.
     في المرحلة المتوسطة اصطحبتني أمي للمشفى بسبب ألم في أذني. أمضت ربع ساعة تسأل الطبيبة عن أحوالها وضغط العمل ثم دعت لها بالخير، بعد ذلك شرحت لها مشكلتي مع أذني. عندما خرجنا من المشفى سألت أمي عن علاقتها بالطبيبة وسبب الدردشة الذي أخّر خروجنا فأجابت: صحيح أتأخرنا اليوم شوية، لكن كدا الطبيبة ماحتنسانا وحتعطينا نتائج التحليل بالهاتف عوضا عن القدوم مجددا للمستشفى عشان ناخدها.
     اللطافة غير المكلفة، أسلوب بسيط لكن نتائجه رائعة.. لن يشتري ود الناس جميعا أو تسمح لك بتخطي القوانين لكنها ستساعد في تجاوز الروتين الممل. قرأت كتاب " كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس " وهو من الكتب الممتعة التي يمكن قرائتها عدة مرات دون ملل، تحدث في بعض الأقسام عن اللطافة والإبتسامة ومنافع تذكر الأسماء، تذكرت عند ذلك الموقفين السابقين وقررت تجربة اللطافة البسيطة في الجامعة.
     الكافتريا في الجامعة مزدحمة في كل الأوقات، وقرار شراء أي شيئ منها يعني الاصطفاف في طابور طويل. عندما جاء دوري تبسمت في وجه البائعة قائلة " صباح الخير " فردت على عجل " صباح النور، إيش تبغي " قرأت اسمها في البطاقة واستخدمته " أستاذة منيرة أبغا كوفي لاتيه وكرواسون " ضحكت كثيرا وقالت " الله يقدرني وأصير أستاذة " وكان ردي " آآآآآآآميييين ". بعد ذلك أصبحت تبتسم في وجهي كلما رأتني مقبلة على الكافتريا وتناديني على جنب لتجهز طلباتي من دون أن ألتزم بالطابور الطويل.

" صباح الخير، كيف حالك " ، " الله ييسرلك عملك " ، " آسفة تعبتك معايا ".. بكلمات قليلة صادقة نجوت من عناء الانتظار والخدمات غير المكتملة سواء في البنك أو المشفى.

الثلاثاء، 13 مايو 2014

عمارة عامرة

لطالما استعجبت ممن يتم وصفهم بـ " قلبها كبير " ، " قلبو كبير " !

إذا اعتبرت قلبي عمارة يسكنها بعض الأشخاص الذين التقيت بهم طوال سنوات حياتي الـ أربعة وعشرون.. سأقلص الرقم لـ عشرين فأنا لا أتذكر من قابلت أيام الطفولة – فإن أمي ستحتل طابقا كاملا، وكذلك أبي وإخوتي.. وعمتي وخالتي وجدي وابنة عمتي ووو.. ثلاث أرباع أقاربي سيحتلون غرف كبيرة في قلبي، وإذا أضفت إليهن المعارف من صديقات أمي ورفيقات جدتي فإن ثلثي العمارة قد أصبح شاغرا. بقيت صديقات الطفولة الثلاثة ، وبضع مدرسات لطيفات وعددهن تسعة، إضافة لزميلات العمل الإحدى عشرة. أيضا العديد من الممثلين الوسيمين وربما شخصان أكن لهم إعجابا داخليا.

وهكذا امتلأت العمارة ..

وفي الحقيقة لا طاقة لي ببناء طوابق أخرى أو تحويلها لبرج كبير يتسع لمئات الأشخاص، لأن وقتي لن يتسع لمداراتهم جميعا وسأقصر في حق البعض منهم. لذلك أستغرب ممن لديها عشرة صديقات يجتمعن كل ثلاثاء سوية، إضافة ليوم العائلة حيث يجتمع الأقارب بعد صلاة الجمعة. وأراها حاضرة في كل مناسبة سعيدة كـ حفلة نجاح ابن عمها، يوم ميلاد حفيدة صديقة خالتها، زواج ابن خالة مدير والدها في العمل !

عندما كنت في الصف الثاني متوسط صادف جلوسي بجانب الطالبة س والتي يقولون بأنها عسولة وقلبها كبير يتسع للكل. لازمتها ترما كاملا وراقبت تصرفاتها مع زميلاتنا في أثناء وجودهن وبعد انصرافهن. وبصراحة كانت أم وجهين، تضحك أمام الجميع وتتعاطف مع مشاكل رفيقاتهم ثم تبدأ بالتذمر من سخافاتهن عندما يغادرن الصف. سألتها عن سبب النفاق فقالت: أحب أمشي ومعايا بنات كتير !

في المرحلة الثانوية تعرفت على ن وكانت في غاية اللطافة، تصافح الفتيات يوميا وتسأل عن أحوالهن، كما أنها تتأخر عن بعض الحصص بسبب انشغالها في حل مشكلة صديقتها في صف آخر. لكن الأمر لم يعد عليها بالنفع دائما.. فمزاجها أصبح مرتبطا بالقصص التي تسمعها، فهي تغدو حزينة من أجل طالبة رسبت أو أخرى سترتبط بشاب لا تحبه. إضافة لصعوبة حفظ الأسرار لديها، فعندما كنت أسألها عن سبب هذا التجهم فإنها تقص عليا كل ما سمعته في " الفسحة ". بعدما تخرجنا من الثانوية انتقلت لمدينة أخرى وقطعت تواصلها معنا.. وأدركت عند ذلك بأنها كانت صديقة الكل لكنها لم تتخذ إحدانا صديقة دائمة لها.

 في الجامعة صادفت فتيات من هذا النوع أيضا، لكن هذا الاهتمام الزائد تسبب في تراجع مستواهن الدراسي، إضافة لتقصيرهن في حق الوالدين.. أتذكر إحداهن وهي تخبرنا ضاحكة بقول أمها: ماعاد صرنا نشوفك، كل وقت لاهية بالجامعة والصحبات !

أحيانا تتوقف صاحب/ة القلب الكبير عن الاهتمام فجأة، فتتحطم بعض الطوابق ليغادر سكان العمارة متسائلين عن السبب، إنه لأمر محزن أن يظن المرء نفسه مهما عند أحدهم ليفاجئ بعد مدة بكونه مجرد زائر. لذلك أفضل من تكتفي بابتسامة مع قول " صباح الخير، كيف حالكم اليوم " ثم تسير مبتعدة لتجلس مع صديقتها الحقيقية أو تجلس على مكتبها لتباشر العمل، فهي لطيفة ولن تذكر إلا بالخير.

الأحد، 27 أبريل 2014

بيئة وبيئة مغايرة


Related image
في بيت ما في المدينة تشكلت بعض العادات والتقاليد إضافة لقيم أدبية غرست في قلوب سكانه لتتكون البيئة التي جاء منها أبي، توافقت هذه البيئة مع شبيهتها والتي انحدرت منها أمي فكان زواجهما سعيدا. نشئت في هذه البيئة وكل من حولي كان ينتمي لها فأهل بابا زي أهل ماما فالثقافة واحدة والأفكار متشابهة، حتى المعارف والأصحاب !

حرصت أمي على اختيار مدرسة توفر بيئة ملائمة للتي تربيت فيها، فانتقيت صديقاتي بناء على البيئة التي انحدرن منها. وابتعدت عن الفتيات اللاتي نشئن في بيئة مغايرة. وكذلك الأمر في الجامعة، فرغم كبرها واحتوائها على العديد من الثقافات إلا أني فضلت التسكع مع المتوافقات معي. كنت أرى العديد من التصرفات المستنكرة والأفكار الغريبة من بعض الطالبات فحرصت على عدم الاحتكاك بهن إلا فيما يخص الدراسة والمشاريع.

لكن الآن أنا موظفة، وكل زميلة لي هنا تنحدر من بيئة تختلفا جذريا عن تلك التي نشئت فيها، ولكن لامجال للهرب فنحن معا طوال الـ 8 ساعات. في البداية حرصت على الجلوس معهن في بريك القهوة وأنصت بإمعان للحديث الدائر بينهن والأسرار المخبئة والألفاظ المستخدمة أثناء الكلام، ثم أعود للمنزل لأسرد القصص التي قيلت لأهلي.

بعد ثلاثة أشهر ذهبت لهفتي لجلسات القهوة ولم تعد المواضيع التي تطرح تثيرني بقدر ما كانت تستفزني، فأتساءل عن سبب التصرف هذا أو الكلام الذي قيل قبل قليل ؟ فبدأت بتدوين ملاحظات في عقلي عن التصرفات الغير مقبولة والتي سأحرص على تربية أبنائي بتجنبها. أنا لست ساذجة وأدرك فائدة تعدد الثقافات والبيئات من حولنا، لكن من الصعب التواجد في مكان مناقض لما نشئ المرء عليه. لا بأس بالاختلاط مع الآخرين من حين لآخر لكن التواجد مع فتاة تحدث عن - موضوع عيب ينقال - في بيتي فهو أمر مثير في بدايته لكنه يتحول لاشمئزاز في آخر اليوم.

سمعت بالمثل: خد الصالح وسيب الطالح.. لكن المشكلة هي إن طغى الطالح فتعاف النفس الصالح !

الأحد، 20 أبريل 2014

شقيقاتي



اعتاد أبي أن يقول لي كلما تشاجرت مع أختي الصغرى بأن نتاج زرعي سأحصده في المستقبل وبعد أن تستقل كل منا في بيت يخصها، ستلتهي كل منا بحياتها الخاصة لكن قلب الأخت سيظل دائما متلهفا لشقاوة الطفولة. تذكرت كلماته عندما حضرت عزاء لإحدى قريباتي الشهر الماضي.

توفي زوج قريبتي بعد معاناة شديدة مع المرض، في أول يوم عزاء جذبني منظر شقيقاتها الستة وهن مصطفات بجانبها مرتديات الجلباب الأبيض والحزن يكسو ملامحهن. رغم كونهن يقمن في أنحاء متفرقة في المملكة لكن لحظة سماع الخبر بادرن بحجز أقرب رحلة ولم يبالين بالدرجة -سياحية أو أولى - فقلد كن حريصات على التواجد معها وقت الصلاة وأثناء تجهيز المنزل استعدادا لاستقبال المعزيات.

تمتلك قريبتي أخوات أخريات من ام مختلفة.. لكن لم يحرص على التواجد في العزاء منذ الساعة الأولى وحتى انتهاء اليوم الثالث سوى شقيقاتها. هكذا هن الشقيقات بحق.. دائما معا على الحلوة والمرة. لكن هذا الحب لا يأتي بسهولة، بل هو نتيجة ذكريات قديمة عززت المودة بينهن.
ليس الأمر وكأنهن عشن سنوات الطفولة في صفاء دائم، فالمشاحنات كانت موجودة والدموع انهمرت في بعض الأحيان، لكن الأوقات السعيدة طغت على الأحزان فأصبحت قصصا طريفة تروى بينهن بمرح والقلب أبيض.
.
.

الآن ونحن في منزل واحد فإن كل منا يصنع ذكريات عديدة سواء كانت جميلة أم لئيمة، وستبقى عالقة في أذهان أخواتنا حتى الكبر.
لذلك أسعى جاهدة لصناعة المزيد من اللحظات الجميلة لأمحي بها تلك الشقاوة القاسية التي تسببت ببكاء شقيقتي. فعندما تتذكرني في المستقبل أريدها أن تبتسم بحنان وتقول: شقيقتي ندى رائعة !

الثلاثاء، 1 أبريل 2014

لم يخبرنا أحد بهذا من قبل


مشاكسات ثري عجوز يرى بأن علاقته الجيدة مع الأحفاد بسبب وجود عدو مشترك بينهما..

Image result for no one ever told us that

     يقول السيد جون بأن هناك شعور نزيه مربك يشعر به الأجداد تجاه أحفادهم ، فلايجب عليهم أن يربوا الأحفاد كما تمت تربية الأبناء لعدم وجود دافع لذلك، لذلك يقوم الأجداد بإسداء نصائح يخشى الآباء تقديمها لأبنائهم في العادة لكي لايفسروها بشكل خاطئ.

     ثرثر الجد عن الحياة والأموال والتي خبرها أكثر منا فهو أفضل مستشار مالي في بوسطن !

     ما سأكتبه الآن هو ماترسب في ذهني بعد انهائي قراءة الكتاب والذي استغرق مني شهرين :

- الحياة صعبة، والعقار لن ينخفض

- إذا أحدث الناس ضجة حول منتج أو شركة أو حتى برنامج ما فيجب على العاقل الانسحاب منه لأن هذه الضجة ستؤدي لانخفاض قيمته.

- العلاقة الحقيقة هي الموجودة على أرض الواقع، المصافحة ولغة الأعين والسؤال عن الأحوال أمور يجب علينا القيام بها مع من حولنا، العالم الافتراضي يظل افتراضيا.. عند ترشيح شخص ما للعمل فإن ذلك يتم عن طريق التوصية وليس بسبب روعة بروفايله في موقع تويتر !

- على المرأ أن يكون دائرته الخاصة في سن مبكر، ويسعى لتوطيد علاقته مع دائرته ( محامي، طبيب، ناصح مالي، طباخ.. الخ ) لأن النصيحة التي سيقدمونها لك بعد ذلك ستكون مصحوبة بكثير من الحب والرغبة وليس بسبب ماستدفعه لهم.

- لا تقدم وعدا لايمكن الوفاء به، ولا تنسى أبدا الوعود التي قدمتها لأن الناس لن ينسوه !

- عيش الحياة بأحزانها وأفراحها، من الجيد أن تكون لديك مغامرة تحكيها سواء انتصرت فيها أم هزمت لأنك ستتعلم بالتأكيد الكثير من الدروس، وذلك أفضل من البقاء في المنطقة الرمادية حيث لا أحزان موجعة ولاذكريات سعيدة.

- الحكمة القديمة تقول بأنك لن تعرف الشخص جيدا حتى تسافر معه، فأخلاق المرء تظهر عند المعاناة – وأنا أقول بأن الأخلاق تظهر في مشاريع الجامعة – والسيد جون يقول بأنك لن تعرف المرء حتى تتعامل معه ماليا.

- الأسهم، تكلم عنها في خطابين أو ثلاث وما فهمته هو أني يجب أن أسرع إلى بنك الراجحي لأشتري أسهم !

- من لايستطيع تفسير الأمور المعقدة في مجاله - كالمحامي – إلى لغة بسيطة نستطيع فهمها فإن ذلك مؤشر خطر ومن الأفضل ألا نتعامل معه.

     الكتاب ممتع وتعلمت بعض المصطلحات المالية منه، لكنني جهلت البعض منها ولم أحاول البحث عن معناها بل قفزت للفقرة التالية. كلام السيد جون واقعي جدا ومناسب لحالتي – حديثة التخرج مفعمة بالأمل – فهو يتحدث بواقعية عن الصعوبات التي سأواجهها في حياتي قبل الوظيفة وأثنائها وبعدها.. لن أصفه بمحطم الآمال بل مخفض سقف التوقعات لأن الحياة ليست سهلة بل نحت في صراع يومي مع الثيران، لكنه صراع ممتع !

الحياة قصيرة، أشتغل بس لاتنسى تستمتع.. وطبعا أتعلم قرشك بيروح فين =)

الثلاثاء، 18 فبراير 2014

الشاهي سر ابتسامتي

Image result for tea at work

لطالما كان النوم هو نقطة ضعفي الأخلاقية، إذا لم أنم لـ 4 ساعات متواصلة على الأقل فهذا يعني مزاجا متعكرا وشفتين تتشنج عند محاولة الإبتسام. لم يشكل الأمر معضلة كبرى أثناء دراستي في الجامعة، فالوجه المكفهر والعصبية هي ماتراه عند تصفح وجوه الفتيات، بل بات المزاج الرائق صباحا يعني بأن الطالبة قد نالت الدرجة الكاملة في الإختبار أو أن الدكتورة قد اعتذرت عن المحاضرة وستخرج الفتاة المبتسمة من السجن الكئيب بعد ساعة.

عندما أصبحت موظفة في الشركة قررت بأن موضوع النوم مهم جدا، لأنني مجبرة على الإبتسامة في وجه رفيقاتي فالعبوس لمدة 8 ساعات لن يحقق رغبتي في عقد صداقات والدردشة اللطيفة مع زميلتي.. إضافة لصعوبة الحصول على خدمات اضافية مثل: طباعة ورقة أو التوسط عند مدير ما، بل حتى كوب القهوة يجب أن يطلب بابتسامة واسعة مع سؤال عن أحوال الزوج والأولاد.

لذلك صممت على تعديل نومي، وذلك بتجنب السهر والتوجه للفراش في الساعة الحادية عشر كحد أقصى ، فأنا أعلم بأن التشييك على حساباتي في مواقع التواصل الإجتماعي سيستغرق 40 دقيقة إضافة لثلث ساعة أعدل فيها من وضعية نومي وأخيرا أغرق في أحلام اليقظة حتى تغفو عيني.

ليس الأمر بالسهولة التي توقعتها، فسماع الضحكات تعلو في الصالة إضافة لرائحة الكعك المخبوز بعد منتصف الليل يبعد النوم عن عيني لأركض فارة من الغرفة لمشاركة أهلي متابعة الفيلم – حتى وإن كان قديما- . لكن التكشير الصباحي بسبب قلة النوم لايعد عذرا مناسبا في الشركة لذلك وجب علي إيجاد حل آخر للمزاج المغلق.

وهنا وقعت في غرام الشاي، وبالتحديد شاي بالنعناع مع الحليب.. إنه إدمان بحق وصنعه بالجودة المطلوبة يستغرق وقتا، فعلي انتظار الماء حتى يغلي والحرص على غسل كمية كافية من النعناع لتملئ ربع الكأس، ثم أقوم بصب الماء وهو يغلي على الشاهي وأستمتع بتحول اللون الأحمر عندما أغمره بالحليب الساخن. بعد ذلك أستنشق الرائحة لخمس ثواني قبل شرب رشفة صغيرة تحرق حليمات التذوق فأقرر وضعه جانبا حتى تخف الحرارة.


بعد الانتهاء من شربه تشرق الابتسامة على وجهي ، فأنظر للعالم بقلب مفتوح.