الاثنين، 8 سبتمبر 2014

شادو ديور أم تحفة تركية ؟


إذا أعطيت فتاتين 1000 ريال وطلبت منهما انفاقها خلال ساعتين فعادت الأولى بصحبة بنطالي جينز وخمس تيشيرتات مع حفنة من الأساور و6 كتب، وعادت الثانية بقميص ماركة وحذاء ذي كعب عالي ماركة أيضا. هل يمكننا أن نصف إحدى الفتاتين بالفقر وفقا لما سترتديه في الجامعة غدا؟

أذكر نظرات إحدى الفتيات لكل فتاة ترتدي تيشيرت فضفاض على التنورة السوداء أيام الجامعة بدلا من القمصان الماركة مثلها والتي داومت على ارتدائها بشكل متكرر طوال الـ 5 سنوات حتى بهت لونها. وأخرى تحب حشر قدمها في كعب ضيق بدلا من الأحذية الرياضية المريحة، لأن لمعان الجلد يوضح قيمته عكس الأحذية الأخرى التي يسهل تقليدها.
بعد استلام أول راتب لي نصحتني إحداهن بالمسارعة لشراء شنطة ماركة تطيّر نص الراتب ومحفظة بسعر يطيّر ما تبقى لأبدو بمظهر الموظفة لمن حولي. كما على أن أصطحب حقيبة مكياج معي يوميا وأكرم من حولي بمسكرة من شانيل، وشادو من ديور.
ومع الأسف سمعت إحدى الفتيات الصغيرات تهمس لصديقتها بأن فلانة فقيرة فهي لا تشتري ملابس من برا !

لكن إذا عملنا مقارنة بين ممتلكات الغنية والفقيرة لوجدنا الأسعار واحدة، فمن تشتري قمصان فاخرة تنافسها تلك التي ترتدي حذاء رياضيا عاديا وتضع عطرا ماركة، وتلك التي ترتدي كعبا لا تمتلك مجموعة الكتب التي تحتفظ بها صاحبة المكياج العادي.

وهكذا إذا وسعنا النظر فلا يقع على الملابس فقط وإنما يشمل أجهزة الجوال والإلكترونيات في المكتب مع الكتب القيمة والبرامج الأصلية والعطور ومجموعة التحف الأثرية، لفهمنا بأن وجود المال لا يعني صرفه على الملابس فقط بل لكل منا شغف اقتناء مختلف يحب إنفاق المال عليه.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق