الأحد، 20 أبريل 2014

شقيقاتي



اعتاد أبي أن يقول لي كلما تشاجرت مع أختي الصغرى بأن نتاج زرعي سأحصده في المستقبل وبعد أن تستقل كل منا في بيت يخصها، ستلتهي كل منا بحياتها الخاصة لكن قلب الأخت سيظل دائما متلهفا لشقاوة الطفولة. تذكرت كلماته عندما حضرت عزاء لإحدى قريباتي الشهر الماضي.

توفي زوج قريبتي بعد معاناة شديدة مع المرض، في أول يوم عزاء جذبني منظر شقيقاتها الستة وهن مصطفات بجانبها مرتديات الجلباب الأبيض والحزن يكسو ملامحهن. رغم كونهن يقمن في أنحاء متفرقة في المملكة لكن لحظة سماع الخبر بادرن بحجز أقرب رحلة ولم يبالين بالدرجة -سياحية أو أولى - فقلد كن حريصات على التواجد معها وقت الصلاة وأثناء تجهيز المنزل استعدادا لاستقبال المعزيات.

تمتلك قريبتي أخوات أخريات من ام مختلفة.. لكن لم يحرص على التواجد في العزاء منذ الساعة الأولى وحتى انتهاء اليوم الثالث سوى شقيقاتها. هكذا هن الشقيقات بحق.. دائما معا على الحلوة والمرة. لكن هذا الحب لا يأتي بسهولة، بل هو نتيجة ذكريات قديمة عززت المودة بينهن.
ليس الأمر وكأنهن عشن سنوات الطفولة في صفاء دائم، فالمشاحنات كانت موجودة والدموع انهمرت في بعض الأحيان، لكن الأوقات السعيدة طغت على الأحزان فأصبحت قصصا طريفة تروى بينهن بمرح والقلب أبيض.
.
.

الآن ونحن في منزل واحد فإن كل منا يصنع ذكريات عديدة سواء كانت جميلة أم لئيمة، وستبقى عالقة في أذهان أخواتنا حتى الكبر.
لذلك أسعى جاهدة لصناعة المزيد من اللحظات الجميلة لأمحي بها تلك الشقاوة القاسية التي تسببت ببكاء شقيقتي. فعندما تتذكرني في المستقبل أريدها أن تبتسم بحنان وتقول: شقيقتي ندى رائعة !

هناك تعليقان (2):