السبت، 28 أبريل 2018

هل ستقتلك سيارة ذاتية القيادة إن سنحت لها فرصة؟



سلسلة من التجارب في الواقع الافتراضي تتناول موضوعا غير مريح وهو ما إذا كانت الأخلاق البشرية يجب أن تطبق على السيارات ذاتية القيادةما بدأ كدراسة للقرارات الأخلاقية عند السيارات ذاتية القيادة تحول إلى دراسة لعلم النفس البشري. كيف نقرر – عندما يكون الاصطدام أمر لا مفر منه- من هو الشخص أو الشيء الذي سنصطدم به؟ لا أحد يريد أن يواجه قرار الحياة أوالموت ولكنه أمر شائع في سيناريوهات القيادة. ومع اختراع السيارات ذاتية القيادة فإن هذه القضية غير المريحة قد ظهرت للأضواء. 

فلنأخذ على سبيل المثال معضلة ترولي الفلسفية الشائعة حيث يتم إعطاء شخص ما خيار تبديل مسار القطار لتتغير وجهته فإما أن يصطدم بشخص واحد أو بخمسة أشخاص. المسار الذي يختاره هذا الشخص يعطينا فكرة حول أخلاقياته، وكيف يقدر الناس الحياة؟

إن السيارة ذاتية القيادة سوف تتخذ أيضا قرارات صعبة مثل هذه، ولكن يجب برمجة السيارات لاتخاذ هذه القرارات الصعبة بحسب سياق كل حالة محتملة. فعندما تقترب السيارة من عائقين ويكون الاصطدام بأحدهما أمر لا مفر منه فكيف يمكننا برمجة السيارة لتختار أحدهما؟ يصبح الأمر أكثر صعوبة في برمجة السيارات لاتخاذ القرارات عندما يتوقع أنها ستقود في طريق مشترك مع سائقين بشريين لا يمكن التنبؤ بتصرفاتهم.

يقول الباحثون في معهد العلوم المعرفية بجامعة أوسنابروكفي ألمانيا، إن السيارات ذاتية القيادة يجب أن تكون مبرمجة للتعامل مع القرارات الأخلاقية بطريقة شبه إنسانية إذا كانت ستشارك الطريق مع البشر. وقد قاموا بإعداد سلسلة من تجارب الواقع الافتراضي من أجل صنع نموذج للقرار البشري في هذا السياق، وقاموا بجمع البيانات الرياضية التي يمكن تطبيقها بعد ذلك على خوارزميات السيارات ذاتية القيادة.

في هذه الدراسة تم اختيار 105 شخص بالغ، 76 من الذكور و29 من الإناث والذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاما بمتوسط عمر 31 سنة. قام المشاركون بقيادة سيارة افتراضية على طريق ذي مسارين، عند نقطة معينة سيعيق الضباب عليهم الرؤية وعندما ينجلي ستظهر عقبتان كل واحدة في مسار مختلف. سيتعين على السائق اختيار الكائن الذي سيصطدم به ويشمل ذلك مجموعة من البشر والحيوانات والجمادات. ويتفاوت الوقت المسموح به لاتخاذ هذا القرار بين المشتركين من ثانية إلى أربع ثوان لتحديد ما سيتم الاصطدام به.

شملت بعض السيناريوهات مسارا فارغا كخيار وهو أمر مهم لتحديد عدد الأخطاء التي يقوم بها السائق عادة. فمن المفترض أن المشاركين سيتوجهون عمدا للمسار الفارغ ما دام هذا الخيار متاحا إلا إذا ارتكبوا خطأ ما، معدل هذا الخطأ سيكون انعكاس لمهارة السائق ويمكن تطبيقه على جميع البيانات مما يجعلها أكثر دقة.

بعض نتائج الدراسة مثيرة للقلق، ففي 80٪ من تجارب المشتركين كان خيار الاصطدام بالبالغين الذكور أكثر من البالغين الإناث. وأظهرت البيانات أنه إلى حد ما فإن الأولوية في النجاة تكون للأطفال بدلا من البالغين، والحيوانات الأليفة قد تكون حياتها ذات أولوية على الحيوانات الأخرى. هذه النتائج تعطي نظرة مبسطة جدا لعملية صناعة القرار، وعلى كل حال فإن الدراسة لم تأخذ في الاعتبار كيف يتفاعل الأشخاص في سيناريو يتفاوت فيه مقدار الضرر عند الاصطدام بالعقبات.

معلومات أخرى تقول بأن القرارات التي اتخذها المشاركين أصبحت أكثر عشوائية عند تضاؤل الوقت اللازم لاتخاذ القرار، ويدعي مؤلفو الدراسة بأن هذا الأمر معدة منطقيا وفقا لبحث سابق. فعلى سبيل المثال كان خيار التضحية بالذكور البالغين بدلا من الإناث أقل بكثير في الحالات التي كان السائق يمتلك فيها ثانية واحدة لاتخاذ القرار بدلا من أربع ثوان.

بكل تأكيد فإن هذه الدراسة بحاجة إلى مزيد من التطوير ولكن يقترح الباحثون إمكانية استخدام هذه البيانات لبناء نموذج بسيط لبرمجة السيارات ذاتية القيادة. فبدلا من محاولة محاكاة التعقيد الهائل للشبكات العصبية في الدماغ البشري باستخدام خوارزميات الكمبيوتر، يمكن افتراض نموذج أخلاقي بسيط لـ”قيمة الحياة”. إن جمع البيانات حول ما يقوم به البشر فعليا في سيناريوهات الاصطدام يظهر لنا أيضا الواقع الغير الأخلاقي لدنيا في بعض الأحيان، مما يوفر فرصا لتطور البشرية والسيارات الآلية.

الجمعة، 27 أبريل 2018

أربعة مهارات شخصية يحتاج إليها كل تقني بحلول عام 2020


إذا كنت تبحث عن وظيفة تقنية مرموقة فأنت بحاجة لتطوير مهاراتك، وبطبيعة الحال فإن مجال التقنية يعاني من ارتفاع الطلب مع انخفاض العرض من قبل الموظفين المهنيين المؤهلين. خلال سنوات عملي كمساعد توظيف وباحث عن موظفين ذوي مواهب تقنية، فلقد سمعت الشكوى الأكثر شيوعا: هناك عدد كبير جدًا من مسؤولي التوظيف الذين يحاولون الحصول على اهتمامك، ولكن سمعت أيضا أن الشركات تبحث عن خصائص لا يمتلكها بعض العاملين في مجال التقنية ألا وهي المهارات الشخصية.

من الأمثلة على المهارات الشخصية: التعاون والقيادة والتفكير النقدي، يقول جيمي سيوارد المدير المهندس في وكالة التوظيف التقني – موديس – : ” إن بعض الشركات تعطي الأولوية لهذه المهارات أكثر من مقدار الموهبة التقنية، وذلك عندما ترغب الشركة بتعيين موظف ما في وظيفة مرموقة”. في الواقع أظهرت دراسة حديثة قامت بتحليل ملايين الوظائف أن 25% من متطلبات الوظائف الفنية العالية هي امتلاك المهارات الشخصية.

وهذا يعني بأنك ستمتلك اليد العليا أثناء التفاوض مع أصحاب العمل المحتملين عندما تمتلك مهارات شخصية قوية أثناء النقاش معهم، لذلك إن كنت ترغب في الحصول على أفضل الفرص فعليك بما يأتي:

كن الحل لأي مشكلة
ابتكر حلولا للمشاكل! واحدة من أضخم المواضيع في عالم التوظيف هو كيفية العثور على المفكرين النقديين وتوظيفهم. يقول ميشيل وينجارد المؤسس المشارك لدينامو – وهي شركة استشارات وتكنولوجيا معلومات – : ” إن التفكير النقدي والفضول الفكري وحل المشكلات أمر لا بد منه، حيث تواصل الشركات طمس الخطوط بين الأعمال وتكنولوجيا المعلومات”.
عليك بناء هذه المهارة بالإضافة إلى مهارة التفكير العاطفي، هل ترى الإحباط السائد من حولك؟ ما هي أفضل طريقة لحل هذه المشكلة باستخدام التقنية؟ هذه هي فرصتك لإحداث تأثير وخلق قيمة للآخرين.

التواصل الفعال
حسن من مهارة التواصل لديك، خصوصا تلك المتعلقة بالأعمال المهنية مثل مهارات الكتابة والاستماع والعروض التقديمية. التكنولوجيا لم تعد في صومعة! بل إنها موجودة في كل مكان وبإمكانها تحسين كل شيء، لذلك يرغب الجميع بالحصول عليها.
ذلك يعني بأن الناس من جميع الأقسام في الشركة تريد الحلول التي ستقوم بتقديمها لهم، ولكن عليك أولا أن تكون مستمعًا جيدًا لرغباتهم إذا أردت فهم احتياجاتهم. ولن تكون قادرا على مشاركة الحلول التي ابتكرتها مع المدراء إذا كانت لديك صعوبة في التحدث وتقديم الأفكار.
وبإمكانك امتلاك مهارات التواصل من خلال ممارسة الاستماع الفعال والبحث عن فرص للتحدث في الاجتماعات، وكلما مارست هذه المهارة فإنك ستزداد براعة فيها.

شخصية اجتماعية
بفضل الإنترنت فإن التقنية تزداد صعوبة وأصبحت تتشابك مع منتجات معقدة، وهذا يعني أن العديد من أنواع المهارات يتم طرحها على الطاولة المحاطة بالعديد من الأشخاص – والكثير من الكراسي -.
مهما كانت مهاراتك التقنية عظيمة فإنك لن تستمر طويلا في العمل إذا لم تحسن اللعب الجماعي، يقترح دونافان ماكدونالد – رئيس شركة بيلكان للخدمات التقنية – والذي يمتلك خبرة تفوق الثلاثين سنة في التوظيف التقني، بأنه عليك تعزيز مصداقيتك بالتعاون مع زملائك عن طريق البحث عن فرص للعمل في بيئة مكونة من مجموعات، أو العمل ضمن فريق متعدد الوظائف

البحث عن الأسباب
يقول سيوارد: “أولئك الذين يريدون حقا أن يعرفوا السبب الذي يدفعهم للقيام بمهمة ما، هم الأكثر احتمالا لأن ينجزوا الأمور بشكل صحيح من أول مرة، فهم يكشفون العيوب في وقت مبكر لأن هذه المشاكل رغم كونها غير مكلفة إلا أن حلها يستغرق وقتا طويلا “.
يؤدي الفضول أيضا إلى الإبداع والابتكار .. لماذا؟ لأن الأشخاص الفضوليين ليسوا مقتنعين بتأدية المهام بالطريقة نفسها في كل مرة، لا سيما إن لم يكن لديهم الإدراك الكافي بالأسباب التي تدفعهم للقيام بها، فهم دائما يبحثون عن السبل التي تمكنهم من أداء المهمة بشكل أفضل.

كيف تستعرض مهاراتك الشخصية؟
عليك إثبات نفسك وإظهار مهاراتك الشخصية أمام أرباب العمل المحتملين لأن ذلك سيساعدك لتظهر بشكل كامل لمليء الشاغر الوظيفي، وفيما يلي بعض الوسائل التي ستمكنك من إظهار ذلك:
-          قم بعرض مشاريعك على حسابك الشخصي في موقع لينكد ان – Linkedin – باستخدام الوسائط المرئية كمقاطع الفيديو والصور.
-          اشرح أحد الحلول التي قدمتها لشركتك والذي لائم القيم الاقتصادية المطلوبة من أصحاب المصلحة.
-          أبلغهم وبوضوح بأنك تفهم أهداف مشاريعك السابقة سواء كانت حل مشكلة لعميل ما أو هي متعلقة بأعمال الشركة الخاصة.
-          الترتيب مع زملاءك في الدوام والذين يمكنهم التأكيد على كونك عضو إيجابي في فريق العمل، ستحصل على ميزة إضافية إذا امتلكت بعض التوصيات وقمت بعرضها على موقعك الشخصي أو حسابك في موقع لينكد إن.
-          كن رائد التفكير في مجالك عن طريق المشاركة في الشبكات الاجتماعية واللقاءات المحلية، قم بعمل لقاء في مدونة ما سواء كان مكتوبا أو صوتيا، إضافة للكتابة في المنتديات من أجل إلهام الآخرين.

عليك بالتفكير فيما بعد البرمجة هو تعلم كيفية إتقان المهارات الشخصية، لأن ذلك سيساعدك بالعمل مع شركة متميزة أو التمكن من الحصول على ترقية في شركتك الحالية. وأخيرًا فكر أين تفضل أن تكون بعد عشر سنوات من الآن؟ هل ستجلس وحيدا خلف شاشة الحاسوب؟ أم ستكون محاط بفريق متعاون يساعدك على الارتقاء بمستوى مشاريعك المقدمة.