الأربعاء، 21 مايو 2014

أنا و كارنيجي

Image result for dale carnegie
     عندما كنت في الصف الثاث الإبتدائي إعتاد أبي على إيصالي للمدرسة صباحا ثم أعود ظهرا مع الباص الكبير، لكن عندما يضطر أبي للسفر يومين أو ثلاث يطلب من السائق " أبو إسماعيل " أن يصطحبني بالباص صباحا ولم يكن يمانع ذلك. حتى أتى ذلك اليوم الذي نشبت فيه مشاجرة في الباص وعندما حاولت زوجته " أم إسماعيل " تهدئة الوضع رفعت صوتي عليها، بعد ذلك بأسبوع سأل أبي السائق اصطحابي صباحا فرفض الأخير بحجة قوانين المدرسة وأنه على أبي الذهاب للتحدث مع مسؤول الباصات عن هذا الموضوع. وبالفعل هاتف أبي المسؤول وطلب منه الموافقة لكي يصطحبني السائق معه.. وبالطبع لم يمانع. عند ذلك سأل أبي " أبو إسماعيل " عن سبب امتناعه هذه المرة فأجاب: لقد تشاجرت ابنتك مع زوجتي. اعتذر منه أبي بشدة وطلب مني الإعتذار منها بصوت عالي في في الغد.
     في المرحلة المتوسطة اصطحبتني أمي للمشفى بسبب ألم في أذني. أمضت ربع ساعة تسأل الطبيبة عن أحوالها وضغط العمل ثم دعت لها بالخير، بعد ذلك شرحت لها مشكلتي مع أذني. عندما خرجنا من المشفى سألت أمي عن علاقتها بالطبيبة وسبب الدردشة الذي أخّر خروجنا فأجابت: صحيح أتأخرنا اليوم شوية، لكن كدا الطبيبة ماحتنسانا وحتعطينا نتائج التحليل بالهاتف عوضا عن القدوم مجددا للمستشفى عشان ناخدها.
     اللطافة غير المكلفة، أسلوب بسيط لكن نتائجه رائعة.. لن يشتري ود الناس جميعا أو تسمح لك بتخطي القوانين لكنها ستساعد في تجاوز الروتين الممل. قرأت كتاب " كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس " وهو من الكتب الممتعة التي يمكن قرائتها عدة مرات دون ملل، تحدث في بعض الأقسام عن اللطافة والإبتسامة ومنافع تذكر الأسماء، تذكرت عند ذلك الموقفين السابقين وقررت تجربة اللطافة البسيطة في الجامعة.
     الكافتريا في الجامعة مزدحمة في كل الأوقات، وقرار شراء أي شيئ منها يعني الاصطفاف في طابور طويل. عندما جاء دوري تبسمت في وجه البائعة قائلة " صباح الخير " فردت على عجل " صباح النور، إيش تبغي " قرأت اسمها في البطاقة واستخدمته " أستاذة منيرة أبغا كوفي لاتيه وكرواسون " ضحكت كثيرا وقالت " الله يقدرني وأصير أستاذة " وكان ردي " آآآآآآآميييين ". بعد ذلك أصبحت تبتسم في وجهي كلما رأتني مقبلة على الكافتريا وتناديني على جنب لتجهز طلباتي من دون أن ألتزم بالطابور الطويل.

" صباح الخير، كيف حالك " ، " الله ييسرلك عملك " ، " آسفة تعبتك معايا ".. بكلمات قليلة صادقة نجوت من عناء الانتظار والخدمات غير المكتملة سواء في البنك أو المشفى.

هناك تعليق واحد: