الخميس، 11 سبتمبر 2014

حب، خوف، كعك


عندما أقرأ عن الحب والجنون الذي يصاحبه، تلك المشاعر التي يصيغها الرواة بين العشيقين والنظرات الحارة تصاحبها خفقات القلب الغيور.
.
.
عندما أشاهد الدراما الرومنسية التي تحكي عن غريبين التقيا صدفة فاشتعلت شرارة بينهما.

أول لمسة.. أول حضن..

لاحظت بأن ابتسامتي ودموعي يرافقان المرحلة الأولى للحب، مرحلة الصمت وكتم المشاعر وقليل من شجار المحبين، لكن عندما يفصح أحدهما للآخر بحقيقة شعوره فإن إثارتي تخبو فأركن الكتاب في الرف أو أغلق اللابتوب وأذهب لتفقد مكونات الثلاجة.
فاقي الحكاية معروف، 3 مواعيد رائعة ثم تحدث مشكلة ما يتفرقان بسببها ليعودا لبعضهما مجددا إن كانت القصة أجنبية، وإن كانت عربية ففي الغالب سيعيش كل منهما على ذكريات هذا الحب منفصلين.

أحببت " أحدهم " يوما، واحتفظت بمشاعري لنفسي.. أتبسم عند رؤيته، يخفق قلبي عند ذكر اسمه، يتلون وجهي إن امتدحته فتاة أخرى، كنت سعيدة بهذه التجربة التي بعثت في جسدي حرارة دافئة. تساءلت صديقتي عن السبب الذي يمنعني من إخباره بشعوري نحوه ولم تقتنع بأسبابي إطلاقا.. ربما لأنها تعيش تجربة الحب من كلا الطرفين حاليا وترغب أن أعيش التجربة كاملة مثلها بدلا من الاكتفاء بالحب من طرف واحد.

أعرف بأني إذا تعرضت للرفض فسيتسبب بذلك بجرح دامي في قلبي، فتضعف الخفقات مع الوقت ليعود نبضه طبيعيا مع الأيام وتتلاشى الحرارة فأبدأ رحلة البحث عن " أحدهم " آخر لأعيش أحلام اليقظة الوردية. أما إذا كانت مشاعرنا متبادلة فسأسعد لحظتها لكنني سأظل قلقة من شخصية " أحدهم " الجديدة، فقد أحببته ذكيا لطيفا مرحا ولا أدري ماذا سيتغير إن بدأ قلبه ينبض ناحيتي، ربما كان غيورا شاعريا حالما بشكل ممل عند ذلك سأنفصل عنه وأتركه محطما يدعو علي صباح مساء. وفي كلتا الحالتين سأنسى لذة الانتظار والغيرة، وتلك الحكايات التي نسجتها أثناء ضحكاته العالية، لتصبح فجوات خاوية في عقلي يصعب ملئها بشيء ويؤلمني محاولة تذكر ما كان فيها.

وبالطبع قد تجري الرياح بما تشاء سفينتي فأكتب عن القصة التي جمعتنا وأنا أضحك متذكرة تلك الأوقات التي اختبأت فيها في الرواق أنتظر قدومه. فتشتريها فتاة مراهقة متلهفة لقراءتها بعد منتصف الليل تحت الفراش لتتخيل " أحدهم " الخاص بي هو " أحدهم " الخاص بها.

البعض يجازف من أجل دراسته أو وظيفته والبعض من أجل الحب، ربما يكون تصرفي جبانا لكنني أفضل مشاهدة مجازفات الآخرين تحت غطاء سريري بأمان وبيدي بقايا الكعك المسروقة من الثلاجة.

الاثنين، 8 سبتمبر 2014

شادو ديور أم تحفة تركية ؟


إذا أعطيت فتاتين 1000 ريال وطلبت منهما انفاقها خلال ساعتين فعادت الأولى بصحبة بنطالي جينز وخمس تيشيرتات مع حفنة من الأساور و6 كتب، وعادت الثانية بقميص ماركة وحذاء ذي كعب عالي ماركة أيضا. هل يمكننا أن نصف إحدى الفتاتين بالفقر وفقا لما سترتديه في الجامعة غدا؟

أذكر نظرات إحدى الفتيات لكل فتاة ترتدي تيشيرت فضفاض على التنورة السوداء أيام الجامعة بدلا من القمصان الماركة مثلها والتي داومت على ارتدائها بشكل متكرر طوال الـ 5 سنوات حتى بهت لونها. وأخرى تحب حشر قدمها في كعب ضيق بدلا من الأحذية الرياضية المريحة، لأن لمعان الجلد يوضح قيمته عكس الأحذية الأخرى التي يسهل تقليدها.
بعد استلام أول راتب لي نصحتني إحداهن بالمسارعة لشراء شنطة ماركة تطيّر نص الراتب ومحفظة بسعر يطيّر ما تبقى لأبدو بمظهر الموظفة لمن حولي. كما على أن أصطحب حقيبة مكياج معي يوميا وأكرم من حولي بمسكرة من شانيل، وشادو من ديور.
ومع الأسف سمعت إحدى الفتيات الصغيرات تهمس لصديقتها بأن فلانة فقيرة فهي لا تشتري ملابس من برا !

لكن إذا عملنا مقارنة بين ممتلكات الغنية والفقيرة لوجدنا الأسعار واحدة، فمن تشتري قمصان فاخرة تنافسها تلك التي ترتدي حذاء رياضيا عاديا وتضع عطرا ماركة، وتلك التي ترتدي كعبا لا تمتلك مجموعة الكتب التي تحتفظ بها صاحبة المكياج العادي.

وهكذا إذا وسعنا النظر فلا يقع على الملابس فقط وإنما يشمل أجهزة الجوال والإلكترونيات في المكتب مع الكتب القيمة والبرامج الأصلية والعطور ومجموعة التحف الأثرية، لفهمنا بأن وجود المال لا يعني صرفه على الملابس فقط بل لكل منا شغف اقتناء مختلف يحب إنفاق المال عليه.