الأحد، 9 أغسطس 2015

دائما هو -1-

الساعة 9:23 صباحا
اليوم: الإثنين
الزمن، أواخر الخريف 19 نوفمبر
المكان: مقهى غير مهم

العديد من المقاهي تجاور مكتب الشركة، ولأن القيادة شابة فإن أوقات الحضور ليست ثابته مادامت المهام تنجز دون تأخير. لم اختر المقهى  بشكل عشوائي بل دخلته مرغمة لأتفادى رائحة العادم المنبعثة من الشاحنة الصاخبة. تبسم النادل في وجهي مرحبا وأشار بيده على أريكة تجاور النافذة، وهكذا جلست منتظرة افطاري في هذا المكان الغير مميز.

الشاهي المغربي هو أول ما أبحث عنه عند النظر لقائمة الطعام، ولندرة وجوده في المقاهي على عكس الأكشاك المبعثرة على الطرقات فإنني غالبا ما انتقي خياري الثاني موكاتشينو، كنت احب اللاتيه لكن كمية الحليب بدأت تطغى على مرارة القهوة اضافة للدسم المترسب فيه لذلك قررت الانتقال للموكا بترشيح من زميلتي في الجامعة.

وصل طلبي بعد 12 دقيقة انتظار، بيض مع لحم مقدد و قطعتا توست محمصة اضافة لعصير برتقال طازج.
-          القهوة ستأتي لاحقا..
سرحت بالنظر للخارج وانا أرتشف العصير المر فبذور البرتقال قد وقعت في الخلاط.

لماذا اخترت هذه الشركة للعمل؟
أجبت أبي: لأن فرص ترقيتي فيها عالية
أجبت عمتي: لأستطيع سقل مهاراتي البرمجية
أجبت أمي: لأن البيئة لطيفة ومناسبة لفتاة مثلي
لكن الصراحة هي: الراتب مغري

لا أحد يتفهم سبب رغبتي بالحصول على المال فدخل والدي مرتفع ونعد من الأسر الموسورة ماديا، فلماذا يكون المال السبب الأول عند بحثي عن أي وظيفة ؟
عمي هو الوحيد الذي يشاركني أسبابي، فكلانا يفكر بالبدأ بعمله الخاص لذلك سنسعى لجمع المال خلال الخمس سنوات القادمة.

الساعة الآن 10:10
تقيمي للمقهى 7.5 فالتكييف منخفض البرودة والعصير كان مرا. نهضت لدفع الحساب ممسكة بكتابي الذي لم أفتحه بعد، أحب حمل الكتب في يدي حتى أنشغل بمطالعته عن الكلام مع من حولي.

اخترق أنفاسي شذى عطر خفيف، وبقايا سجائر إضافة للرطوبة.. الجو اصبح أدفأ، ولم أعد مبتهجة لمغادرة المقهى.

-          شكرا يا مس، يبأ زورينا تاني
-          أكيد، مكانكم قريب مني.


غادرت المقهى على عجل بعد ان ارتفع تقييمه لـ 8.5