الاثنين، 2 يوليو 2018

دبل شوت اسبرسو..


الساعة الآن تجاوزت الثامنة بقليل وأشعر بثقل طوبة وضعت فوق جفني وعلي الكفاح طوال الوقت للحول دون سقوطها على أنفي.. 

في الساعة التاسعة والنصف تناولت 3 فطائر بالجبنة والزعتر إضافة لشرب قليلا من الشاي مثلج وذلك بعد بحلقة طويلة في شاشة الحاسوب والنتيجة هي حرقان في المعدة وضمور في الظهر مصحوبا بصداع فظيع وكأن مشبكا يقرص أسفل رأسي.

خربشت توقيعي على ثلاث فواتير وتمكنت من الحديث من مدير قسم المالية دون سرحان أو تأتة كما ألقيت التحية على زملائي في المكتب المجاور، الساعة الآن الحادية عشر وخمس دقائق ولم أستطع التبسم في وجه من عرفت ومن لم أعرف.. أنا بحاجة ملحة لكوب من القهوة السوداء.

دبل شوت اسبرسو.. أعادت لي الحياة !
الصورة أصبحت أوضح وتمكن أخيرا من تمييز الأصوات من حولي..

في الحقيقة فإن أحد الأسباب التي تجعلني أستيقظ صباح متوجهة للعمل هو رائحة القهوة في الممر والرشفات المرة التي تزودني بالكافيين الذي أحتاجه لدفع عجلة التنمية.

أتممت 3 أشهر في مكتبي وحيدة، فقسم الفتيات في الطابق الأرضي ونظرا لطبيعة عملي فيجب عليّ امضاء جل النهار في قسم تقنية المعلومات للتأكد من سلاسة سير العمل، أفتقد للكنب الوثير واسرافي بالنوم عليه خلال أوقات الصلاة، لكن الآن حتى أغفو على مكتبي فعلي انتظار خلو القسم من الموظفين لرغبتهم الملحة بالتدخين في هذا الجو الرائع!

أخبرتني صديقتي بأن الوحدة هي أفضل شيء يمكنني استغلاله خلال الأشهر المقبلة، فسأتمكن من التركيز على القراءة والكتابة وسأتمكن من تطوير مهاراتي العملية من دون ازعاج أو مقاطعة، كما أن الابتعاد عن تجمع الفتيات يعني تقليل مصاريف حفلات الإفطار وهدايا يوم الميلاد.

الساعة الآن الواحدة والربع، بعد خمس وأربعين دقيقة سيبدأ اجتماع قسم الأرشفة الإلكترونية ولم أحضر البيانات المطلوبة حتى الآن. يقول جون سبونر "إن أنسب وقت للاجتماع هو يوم الإثنين بعد الظهر" وأنا أقول بأن سبونر لم يجرب الجلوس صامتا في غرفة الاجتماعات مرتديا عباءة سوداء ومتحلطما من شدة الحرارة !

 أحب البرد..
أحب الشعور بلفحات الهواء على جسدي وسريان القشعريرة..

للأسف حتى الآن لم أصادف أحد يحب البرد مثلي فالجميع يسارع لإطفاء التكييف عند الدخول للغرفة، ويحرصون على تفقد درجة الحرارة كل نصف ساعة. أفكر جديا بشراء معاطف لزملائي الأربعة حتى أنعم بتكييف بارد دون الشعور بتأنيب الضمير في كل مرة أخفض فيها درجة الحرارة بالخفية.

الساعة الآن الثانية وثلاث وثلاثون دقيقة، مرة أخرى تزودت بكمية مضاعفة من الاسبرسو وبدأت بكتابة ملخص الاجتماع والتقارير اللازمة للانتقال للمرحلة الرابعة من الأرشفة. أحب التعامل مع البيانات وكتابة الحقائق والتوصيات كما تستهويني تصاميم المخططات والشروحات أسفل كل رسمة.

"حان الآن موعد إضاعة الوقت حسب توقيت شركتي المكرمة"

من القوانين الضمنية التي يُعمل بها في قسم التقنية هو التوقف عن ارسال واستقبال الرسائل في تمام الساعة الثالثة وخمس وأربعين دقيقة، فعادة المشاكل التي تأتي في وقت متأخر تعني الالتصاق بالكرسي والطقطقة على لوحة المفاتيح لإيجاد مخرج للمعضلة العويصة، وفي الغالب لن تُحل قبل الساعة السادسة والنصف. 

تجاوزت الساعة الرابعة وعشر دقائق ولا زلت عالقة في المكتب أسترق السمع لأحاديث زملائي في الخارج، الأوردو هي اللغة المشتركة لكل من في القسم سواي أنا وأظنها اللغة السائدة في عالم التقنية مثلما تسود اللغة الصينية في التجارة. لا أحب أن أكون أول من يغادر المكتب لكني أعمل جاهدة للتخلص من هذه العادة السيئة فلدي حياة أخرى خارج إطار الشركة.

انتهى يومي على خير ولله الحمد..

x

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق