لطالما استعجبت ممن يتم وصفهم بـ " قلبها كبير " ، " قلبو كبير " !
إذا اعتبرت قلبي عمارة يسكنها بعض الأشخاص الذين التقيت بهم طوال سنوات حياتي الـ أربعة وعشرون.. سأقلص الرقم لـ عشرين فأنا لا أتذكر من قابلت أيام الطفولة – فإن أمي ستحتل طابقا كاملا، وكذلك أبي وإخوتي.. وعمتي وخالتي وجدي وابنة عمتي ووو.. ثلاث أرباع أقاربي سيحتلون غرف كبيرة في قلبي، وإذا أضفت إليهن المعارف من صديقات أمي ورفيقات جدتي فإن ثلثي العمارة قد أصبح شاغرا. بقيت صديقات الطفولة الثلاثة ، وبضع مدرسات لطيفات وعددهن تسعة، إضافة لزميلات العمل الإحدى عشرة. أيضا العديد من الممثلين الوسيمين وربما شخصان أكن لهم إعجابا داخليا.
وهكذا امتلأت العمارة ..
وفي الحقيقة لا طاقة لي ببناء طوابق أخرى أو تحويلها لبرج كبير يتسع لمئات الأشخاص، لأن وقتي لن يتسع لمداراتهم جميعا وسأقصر في حق البعض منهم. لذلك أستغرب ممن لديها عشرة صديقات يجتمعن كل ثلاثاء سوية، إضافة ليوم العائلة حيث يجتمع الأقارب بعد صلاة الجمعة. وأراها حاضرة في كل مناسبة سعيدة كـ حفلة نجاح ابن عمها، يوم ميلاد حفيدة صديقة خالتها، زواج ابن خالة مدير والدها في العمل !
عندما كنت في الصف الثاني متوسط صادف جلوسي بجانب الطالبة س والتي يقولون بأنها عسولة وقلبها كبير يتسع للكل. لازمتها ترما كاملا وراقبت تصرفاتها مع زميلاتنا في أثناء وجودهن وبعد انصرافهن. وبصراحة كانت أم وجهين، تضحك أمام الجميع وتتعاطف مع مشاكل رفيقاتهم ثم تبدأ بالتذمر من سخافاتهن عندما يغادرن الصف. سألتها عن سبب النفاق فقالت: أحب أمشي ومعايا بنات كتير !
في المرحلة الثانوية تعرفت على ن وكانت في غاية اللطافة، تصافح الفتيات يوميا وتسأل عن أحوالهن، كما أنها تتأخر عن بعض الحصص بسبب انشغالها في حل مشكلة صديقتها في صف آخر. لكن الأمر لم يعد عليها بالنفع دائما.. فمزاجها أصبح مرتبطا بالقصص التي تسمعها، فهي تغدو حزينة من أجل طالبة رسبت أو أخرى سترتبط بشاب لا تحبه. إضافة لصعوبة حفظ الأسرار لديها، فعندما كنت أسألها عن سبب هذا التجهم فإنها تقص عليا كل ما سمعته في " الفسحة ". بعدما تخرجنا من الثانوية انتقلت لمدينة أخرى وقطعت تواصلها معنا.. وأدركت عند ذلك بأنها كانت صديقة الكل لكنها لم تتخذ إحدانا صديقة دائمة لها.
في الجامعة صادفت فتيات من هذا النوع أيضا، لكن هذا الاهتمام الزائد تسبب في تراجع مستواهن الدراسي، إضافة لتقصيرهن في حق الوالدين.. أتذكر إحداهن وهي تخبرنا ضاحكة بقول أمها: ماعاد صرنا نشوفك، كل وقت لاهية بالجامعة والصحبات !
أحيانا تتوقف صاحب/ة القلب الكبير عن الاهتمام فجأة، فتتحطم بعض الطوابق ليغادر سكان العمارة متسائلين عن السبب، إنه لأمر محزن أن يظن المرء نفسه مهما عند أحدهم ليفاجئ بعد مدة بكونه مجرد زائر. لذلك أفضل من تكتفي بابتسامة مع قول " صباح الخير، كيف حالكم اليوم " ثم تسير مبتعدة لتجلس مع صديقتها الحقيقية أو تجلس على مكتبها لتباشر العمل، فهي لطيفة ولن تذكر إلا بالخير.
إذا اعتبرت قلبي عمارة يسكنها بعض الأشخاص الذين التقيت بهم طوال سنوات حياتي الـ أربعة وعشرون.. سأقلص الرقم لـ عشرين فأنا لا أتذكر من قابلت أيام الطفولة – فإن أمي ستحتل طابقا كاملا، وكذلك أبي وإخوتي.. وعمتي وخالتي وجدي وابنة عمتي ووو.. ثلاث أرباع أقاربي سيحتلون غرف كبيرة في قلبي، وإذا أضفت إليهن المعارف من صديقات أمي ورفيقات جدتي فإن ثلثي العمارة قد أصبح شاغرا. بقيت صديقات الطفولة الثلاثة ، وبضع مدرسات لطيفات وعددهن تسعة، إضافة لزميلات العمل الإحدى عشرة. أيضا العديد من الممثلين الوسيمين وربما شخصان أكن لهم إعجابا داخليا.
وهكذا امتلأت العمارة ..
وفي الحقيقة لا طاقة لي ببناء طوابق أخرى أو تحويلها لبرج كبير يتسع لمئات الأشخاص، لأن وقتي لن يتسع لمداراتهم جميعا وسأقصر في حق البعض منهم. لذلك أستغرب ممن لديها عشرة صديقات يجتمعن كل ثلاثاء سوية، إضافة ليوم العائلة حيث يجتمع الأقارب بعد صلاة الجمعة. وأراها حاضرة في كل مناسبة سعيدة كـ حفلة نجاح ابن عمها، يوم ميلاد حفيدة صديقة خالتها، زواج ابن خالة مدير والدها في العمل !
عندما كنت في الصف الثاني متوسط صادف جلوسي بجانب الطالبة س والتي يقولون بأنها عسولة وقلبها كبير يتسع للكل. لازمتها ترما كاملا وراقبت تصرفاتها مع زميلاتنا في أثناء وجودهن وبعد انصرافهن. وبصراحة كانت أم وجهين، تضحك أمام الجميع وتتعاطف مع مشاكل رفيقاتهم ثم تبدأ بالتذمر من سخافاتهن عندما يغادرن الصف. سألتها عن سبب النفاق فقالت: أحب أمشي ومعايا بنات كتير !
في المرحلة الثانوية تعرفت على ن وكانت في غاية اللطافة، تصافح الفتيات يوميا وتسأل عن أحوالهن، كما أنها تتأخر عن بعض الحصص بسبب انشغالها في حل مشكلة صديقتها في صف آخر. لكن الأمر لم يعد عليها بالنفع دائما.. فمزاجها أصبح مرتبطا بالقصص التي تسمعها، فهي تغدو حزينة من أجل طالبة رسبت أو أخرى سترتبط بشاب لا تحبه. إضافة لصعوبة حفظ الأسرار لديها، فعندما كنت أسألها عن سبب هذا التجهم فإنها تقص عليا كل ما سمعته في " الفسحة ". بعدما تخرجنا من الثانوية انتقلت لمدينة أخرى وقطعت تواصلها معنا.. وأدركت عند ذلك بأنها كانت صديقة الكل لكنها لم تتخذ إحدانا صديقة دائمة لها.
في الجامعة صادفت فتيات من هذا النوع أيضا، لكن هذا الاهتمام الزائد تسبب في تراجع مستواهن الدراسي، إضافة لتقصيرهن في حق الوالدين.. أتذكر إحداهن وهي تخبرنا ضاحكة بقول أمها: ماعاد صرنا نشوفك، كل وقت لاهية بالجامعة والصحبات !
أحيانا تتوقف صاحب/ة القلب الكبير عن الاهتمام فجأة، فتتحطم بعض الطوابق ليغادر سكان العمارة متسائلين عن السبب، إنه لأمر محزن أن يظن المرء نفسه مهما عند أحدهم ليفاجئ بعد مدة بكونه مجرد زائر. لذلك أفضل من تكتفي بابتسامة مع قول " صباح الخير، كيف حالكم اليوم " ثم تسير مبتعدة لتجلس مع صديقتها الحقيقية أو تجلس على مكتبها لتباشر العمل، فهي لطيفة ولن تذكر إلا بالخير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق