لطالما كان النوم هو نقطة ضعفي الأخلاقية، إذا لم أنم لـ 4 ساعات متواصلة على الأقل فهذا يعني مزاجا متعكرا وشفتين تتشنج عند محاولة الإبتسام. لم يشكل الأمر معضلة كبرى أثناء دراستي في الجامعة، فالوجه المكفهر والعصبية هي ماتراه عند تصفح وجوه الفتيات، بل بات المزاج الرائق صباحا يعني بأن الطالبة قد نالت الدرجة الكاملة في الإختبار أو أن الدكتورة قد اعتذرت عن المحاضرة وستخرج الفتاة المبتسمة من السجن الكئيب بعد ساعة.
عندما أصبحت موظفة في الشركة قررت بأن موضوع النوم مهم جدا، لأنني
مجبرة على الإبتسامة في وجه رفيقاتي فالعبوس لمدة 8 ساعات لن يحقق رغبتي في عقد
صداقات والدردشة اللطيفة مع زميلتي.. إضافة لصعوبة الحصول على خدمات اضافية مثل:
طباعة ورقة أو التوسط عند مدير ما، بل حتى كوب القهوة يجب أن يطلب بابتسامة واسعة
مع سؤال عن أحوال الزوج والأولاد.
لذلك صممت على تعديل نومي، وذلك بتجنب السهر والتوجه للفراش في الساعة
الحادية عشر كحد أقصى ، فأنا أعلم بأن التشييك على حساباتي في مواقع التواصل
الإجتماعي سيستغرق 40 دقيقة إضافة لثلث ساعة أعدل فيها من وضعية نومي وأخيرا أغرق
في أحلام اليقظة حتى تغفو عيني.
ليس الأمر بالسهولة التي توقعتها، فسماع الضحكات تعلو في الصالة إضافة
لرائحة الكعك المخبوز بعد منتصف الليل يبعد النوم عن عيني لأركض فارة من الغرفة
لمشاركة أهلي متابعة الفيلم – حتى وإن كان قديما- . لكن التكشير الصباحي بسبب قلة
النوم لايعد عذرا مناسبا في الشركة لذلك وجب علي إيجاد حل آخر للمزاج المغلق.
وهنا وقعت في غرام الشاي، وبالتحديد شاي بالنعناع مع الحليب.. إنه
إدمان بحق وصنعه بالجودة المطلوبة يستغرق وقتا، فعلي انتظار الماء حتى يغلي والحرص
على غسل كمية كافية من النعناع لتملئ ربع الكأس، ثم أقوم بصب الماء وهو يغلي على
الشاهي وأستمتع بتحول اللون الأحمر عندما أغمره بالحليب الساخن. بعد ذلك أستنشق
الرائحة لخمس ثواني قبل شرب رشفة صغيرة تحرق حليمات التذوق فأقرر وضعه جانبا حتى
تخف الحرارة.
بعد الانتهاء من شربه تشرق الابتسامة على وجهي ، فأنظر للعالم بقلب مفتوح.
ياسلااام اشتهيتووو ههههه
ردحذف